الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وأخرج أحمد عن وهب قال: قال المسيح عليه السلام: أكثروا ذكر الله، وحمده، وتقديسه، وأطيعوه، فإنما يكفي أحدكم من الدعاء إذا كان الله تبارك وتعالى راضيًا عليه أن يقول: اللهم اغفر لي خطيئتي، واصلح لي معيشتي، وعافني من المكاره يا إلهي.وأخرج أحمد عن أبي الجلد، أن عيسى عليه السلام قال للحواريين: بحق أقول لكم: ما الدنيا تريدون ولا الآخرة قالوا: يا رسول الله فسر لنا هذا فقد كنا نرى أنا نريد إحداهما! قال: لو أردتم الدنيا لأطعتم رب الدنيا الذي مفاتيح جزائنها بيده فاعطاكم، ولو أردتم الآخرة أطعتم رب الآخرة الذي يملكها فأعطاكم، ولكن لا هذه تريدون ولا تلك.وأخرج أحمد عن أبي عبيدة، أن الحواريين قالوا لعيسى: ماذا نأكل؟ قال: تأكلون خبز الشعير، وبقل البرية. قالوا: فماذا نشرب؟ قال: تشربون ماء القراح. قالوا: فماذا نتوسد؟ قال: توسدوا الأرض قالوا: ما نراك تأمرنا من العيش إلا بكل شديد! قال: بهذا تنجون ولا تَحُلّون ملكوت السموات حتى يفعله أحدكم وهو منه على شهوة قالوا: وكيف يكون ذلك؟ قال: ألم تروا أن الرجل إذا جاع فما أحب إليه الكسرة وان كانت شعيرًا، وإن عطش فما أحب إليه الماء وإن كان قراحًا، وإذا أطال القيام فما أحب إليه أن يتوسد الأرض.وأخرج أحمد عن عطاء، أنه بلغه أن عيسى عليه السلام قال: تَرَجَّ ببلاغة، وتيقظ في ساعات الغفلة، واحكم بلطف الفطنة، لا تكن حَلْسًا مطروحًا وأنت حي تتنفس.وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي هريرة قال: كان عيسى عليه السلام يقول: يا معشر الحواريين اتخذوا بيوتكم منازل، واتخذوا المساجد مساكن، وكلوا من بقل البرية، واخرجوا من الدنيا بسلام.وأخرج أحمد عن إبراهيم التيمي إن عيسى عليه السلام قال: اجعلوا كنوزكم في السماء فإن قلب المرء عند كنزه.وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن سعيد الجعفي قال: قال عيسى ابن مريم عليه السلام: بيتي المسجد، وطيبي الماء، وادامي الجوع، وشعاري الخوف، ودابتي رجلاي، ومصطلاي في الشتاء مشارق الشمس، وسراجي بالليل القمر، وجلسائي الزمنى والمساكين، وامسي وليس لي شيء، وأُصبحُ وليس لي شيء، وأنا بخير فمن أغنى مني.وأخرج ابن أبي الدنيا عن الفضيل بن عياض قال: قال عيسى: بطحت لكم الدنيا، وجلستم على ظهرها، فلا ينازعكم فيها إلا الملوك والنساء. فاما الملوك فلا تنازعوهم الدنيا فإنهم لم يعرضوا لكم دنياهم. وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلاة.وأخرج ابن عساكر عن سفيان الثوري قال: قال المسيح عليه السلام: إنما تطلب الدنيا لِتُبرَّ فتركها ابرُّ.وأخرج ابن عساكر عن شعيب بن صالح قال عيسى ابن مريم: والله ما سكنت الدنيا في قلب عبد إلا التاط قلبه منها بثلاث: شغل لا ينفك عناه، وفقر لا يدرك غناه، وأمل لا يدرك منتهاه. الدنيا طالبة ومطلوبة. فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل فيها رزقه، وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يجيء الموت فيأخذ بعنقه.وأخرج ابن عساكر عن يزيد بن ميسرة قال: قال عيسى ابن مريم: كما توضعون كذلك ترفعون، وكما ترحمون كذلك ترحمون، وكما تقضون من حوائج الناس كذلك يقضي الله من حوائجكم.وأخرج أحمد وابن عساكر عن الشعبي قال: قال عيسى ابن مريم: ليس الإحسان أن تحسن إلى من أحسن إليك تلك مكافأة، إنما الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك.وأخرج ابن عساكر عن ابن المبارك قال: بلغني أن عيسى ابن مريم مر بقوم فشتموه فقال خيرًا. ومر بآخرين فشتموه وزادوا فزادهم خيرًا. فقال رجل من الحواريين: كلما زادوك شرًا زدتهم خيرًا كأنهم تغريهم بنفسك! فقال عيسى عليه السلام: كل إنسان يعطي ما عنده.وأخرج ابن أبي الدنيا عن مالك بن أنس قال: مر بعيسى ابن مريم خنزير فقال: مر بسلام. فقيل له: يا روح الله لهذا الخنزيرتقول! قال: أكره أن أعود لساني الشر.وأخرج ابن أبي الدنيا عن سفيان قال: قالوا لعيسى ابن مريم، دلنا على عمل ندخل به الجنة قال: لا تنطقوا أبدًا قالوا: لا نستطيع ذلك! قال: فلا تنطقوا إلا بخير.وأخرج الخرائطي عن إبراهيم النخعي قال: قال عيسى ابن مريم: خذوا الحق من أهل الباطل ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق، كونوا مُنْتَقِدِي الكلام كي لا يجوز عليكم الزيوف.وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الزهد عن زكريا بن عدي قال: قال عيسى ابن مريم: يا معشر الحواريين ارضوا بدنيء الدنيا مع سلامة الدين، كما رضي أهل الدنيا بدنيء الدين مع سلامة الدنيا.وأخرج ابن عساكر عن مالك بن دينار قال: قال عيسى ابن مريم عليه السلام: أكل الشعير مع الرماد، والنوم على المزابل مع الكلاب. لقليل في طلب الفردوس.وأخرج ابن عساكر عن أنس بن مالك قال: كان عيسى ابن مريم يقول: لا يطيق عبد أن يكون له ربان. أن أرضى أحدهما أسخط الآخر، وإن أسخط أحدهما أرضى الآخر. وكذلك لا يطيق عبد أن يكون خادمًا للدنيا يعمل عمل الآخرة. لا تهتموا بما تأكلون ولا ما تشربون، فإن الله لم يخلق نفسًا أعظم من رزقها، ولا جسدًا أعظم من كسوته فاعتبروا.وأخرج ابن عساكر عن المقبري، أنه بلغه أن عيسى ابن مريم كان يقول: يا ابن آدم إذا عملت الحسنة فاله عنها فإنها عند من لا يضيعها، وإذا عملت سيئة فاجعلها نصب عينك.وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن أبي هلال أن عيسى ابن مريم كان يقول: من كان يظن أن حرصًا يزيد في رزقه فليزد في طوله، أو في عرضه، أو في عدد بنائه، أو تغير لونه. ألا فإن الله خلق الخلق فهيأ الخلق لما خلق، ثم قسم الرزق فمضى الرزق فمضى الرزق لما قسم، فليست الدنيا بِمُعطِيَةٍ أحدًا شيئًا ليس له، ولا بِمَانِعَةٍ أحدًا شيئًا هو لكم، فعليكم بعبادة ربكم فانكم خُلِقْتُمْ لها.وأخرج ابن عساكر عن عمران بن سليمان قال: بلغني أن عيسى ابن مريم عليه السلام قال لأصحابه: إن كنتم إخواني وأصحابي فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس.وأخرج أحمد والبيهقي عن عبد العزيز بن ظبيان قال: قال المسيح: من تَعَلَّم وعمل وعَلَّمَ فذلك يدعى عظيمًا في ملكوت السماء.وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عيسى ابن مريم قام في بني إسرائيل فقال: يا معشر الحواريين لا تُحَدِّثوا بالحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتطلموهم، والأمور ثلاثة: أمر تبين رشده فاتبعوه، وأمر تبين لكم غِيَّهُ فاجتنبوه، وأمر اخْتُلِفَ عليكم فيه فَرُدُّوا علمه إلى الله تعالى».وأخرج ابن عساكر عن عمرو بن قيس الملائي قال: قال عيسى ابن مريم: إن منعت الحكمة أهلها جهلت، وإن منحتها غير أهلها جهلت. كن كالطبيب المداوي إن رأى موضعًا للدواء وإلا أمسك.وأخرج عبد الله بن أحمد في الزهد وابن عساكر عن عكرمة قال: قال عيسى ابن مريم للحواريين: يا معشر الحواريين لا تطرحوا اللؤلؤ إلى الخنزير لا يصنع باللؤلؤة شيئًا، ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها فإن الحكمة خير من اللؤلؤ، ومن لا يريدها شر من الخنزير.وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال: قال عيسى: يا علماء السوء جلستم على أبواب الجنة. فلا أنتم تدخلونها، ولا تدعون المساكين يدخلونها. أن شرّ الناس عند الله عالم يطلب الدنيا بعلمه.وأخرج ابن أبي شيبة عن سالم بن أبي الجعد قال: قال عيسى ابن مريم عليه السلام: إن مثل حديث النفس بالخطيئة كمثل الدخان في البيت لا يحرقه، فإنه ينتن ريحه ويغير لونه.قوله تعالى: {والتوراة والإنجيل}.أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال: كان عيسى يقرأ التوراة والإنجيل. اهـ.
وقال آخر: [الوافر] أي أبلغه رسالة.ومنه قوله تعالى: {إنَّا رسُولُ رَبِّ العالمين}- على أحد التأويلين- أي: إنا ذوا رسالةِ ربِّ العالمينَ. وعلى الوجهين يترتب الكلامُ في إعراب {رَسُولًا}، فعلى الأول يكون في نصبه ستة أوجهٍ:أحدها: أن يكون معطوفًا على {يُعَلِّمُهُ}- إذا أعربناه حالًا معطوفًا على {وَجِيهًا} إذ التقدير وجيهًا ومُعَلَّمًا ومُرْسَلًا.
|